ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن
تجد له وليا مرشدا.
أقدم لكم كتاب الأول وقد سميّته: عبادات
المؤمن.
وهذا الكتاب له قصة، فهو في الأصل لم يكن كتابا
ولكنه كان مجموعة من المحاضرات التي ألقيتها بمسجد الشيخ محمود خليل الحصري
بالقاهرة، وكانت هذه المحاضرات هي بدايتي مع الخطابة في المساجد، وقد أقبل الشباب
بفضل من الله وحده على هذه المحاضرات التي كان الهدف منها احساسي بأن العبادة في حياة المسلمين خاصة الشباب صارت
تمثل اما عبئا نفسيا عليهم يؤدونه كأداء واجب أو خوفا من عذاب الآخرة دون استشعار
لحلاوة هذه العبادة ودون معرفة ثواب هذه
العبادة، مما يكون حافزا لهم على حسن أدائها،
فوجدت أن العيب ليس في كون الناس قساة القلوب، أو كارهين للاقبال على الله، انما
العيب يكمن في جهل البعض لفضل وثواب العبادة من ناحية، وأثرها على سمو أرواحهم
واطمئنان نفوسهم وسعادتهم بشكل عام من ناحية أخرى.
وحدثتني نفسي أننا لو استطعنا أن نعرض مفهوم
العبادة وثوابها على الناس بشكل مبسط كما عرضها النبي صلى الله عليه وسلم على
الجيل الأول من المسلمين فان الناس وخاصة الشباب سيقبلون لا محالة على العبادة،
وقد حدث ولله الحمد ما توقعته، فما ان بدأت بهذه السلسلة حتى وجدت تفاعلا عظيما مع
كل عبادة تذكر في كل محاضرة، فأصبحنا في نهاية كل محاضرة نتفق على الواجب الاسبوعي
المطلوب تنفيذه حتى اللقاء التالي.
وحتى تعم الفائدة فقد وفقنا الله أن نجعل هذه
المحاضرات تصدر في كتب حتى يتيسر لكل الأمة الاطلاع على السلسلة، راجين من الله أن
يرزقنا عليها المثوبة وان يرزقنا الاخلاص والقبول